دور المراجعة الداخلية في المراحل الرئيسية لإدارة المخاطر
تلعب المراجعة الداخلية دورًا محوريًا في تعزيز فعالية نظام إدارة المخاطر لدى البنوك والمؤسسات المالية. فهي لا تكتفي فقط برصد المخاطر، بل تمتد مسؤولياتها لتشمل تقديم الدعم والمشورة، وتقييم مدى كفاءة الأدوات والأساليب المتبعة، وضمان تطبيق الإجراءات بنجاح حتى يبلغ مستوى المخاطر المقبول. ويمكن تلخيص مهام المراجعة الداخلية عبر ست مراحل رئيسية:
اولا : - مرحلة تحديد وتعريف المخاطر:
- هدف المرحلة: التعرف على المخاطر الرئيسية التي قد يتعرض لها البنك، وتحديد الأنشطة والعمليات التي تنشأ عنها.- دور المراجعة الداخلية: مساعدة الإدارة العليا عبر تزويدها بمعلومات موثوقة حول النقاط والعمليات الأكثر عرضة للمخاطر، وذلك بناءً على خبرتها ومعرفتها بنشاطات البنك.
ثانيا : - مرحلة
قياس المخاطر:
- هدف المرحلة: تقييم المخاطر
المكتشفة ومرتبَطها المحتمل من خسائر أو
تأثيرات مالية، ثم ترتيبها
حسب درجة الأهمية.- دور المراجعة الداخلية: المساهمة في تصنيف المخاطر الأكثر أهمية بالاستناد إلى خبرات المراجع الداخلي وتقاريره الاستشارية التي عرضها مسبقًا على الإدارة، مما يساعد على تركيز الجهود والموارد على المخاطر الحرجة.
ثالثا: - اختيار الاساليب المناسبة
- هدف المرحلة: تحديد أدوات الرقابة والأساليب المثلى للتعامل مع كل فئة من المخاطر بأقل تكلفة وأعلى فعالية.- دور المراجعة الداخلية: تقديم توصيات وإرشادات للإدارة حول الأدوات الرقابية المناسبة، وصياغة تقارير دورية توضح مقترحات التحسين، مع متابعة تنفيذ هذه التوصيات بشكل مستمر.
رابعا : - مرحله الاستجابه للمخاطر
- هدف المرحلة: تطبيق الأساليب والإجراءات المتفق عليها للتخفيف من أثر المخاطر أو نقلها أو قبولها بحسب استراتيجية البنك.- دور المراجعة الداخلية: تقديم المشورة للمعنيين حول كيفية الاستجابة الملائمة، ولكن دون التدخل المباشر في تنفيذ الإجراءات، حفاظًا على استقلالية المراجعة ومبادئ الحيادية.
خامسا : مرحلة تقييم عمليات إدارة المخاطر
- هدف المرحلة: تقييم فعالية الأدوات والأساليب المنفذة بعد الاستجابة للمخاطر، ورصد ظهور مخاطر جديدة أو تراجع شدة مخاطر قائمة.- دور المراجعة الداخلية: تحليل نتائج الإدارة في التعامل مع المخاطر، وقياس مدى قدرة الإجراءات على خفضها إلى مستويات مقبولة، ثم رفع تقرير مفصَّل للإدارة العليا يوضح نقاط القوة والضعف.
سادسا : مرحله الرقابه والمراجعه
- هدف المرحلة: تقديم مراجعة
شاملة وعرض نتائج إدارة
المخاطر أمام مجلس الإدارة،
والتأكد من التزام البنك
بالمعايير والسياسات المعتمدة.
- دور المراجعة الداخلية: تقديم تأكيدات مباشرة
إلى مجلس الإدارة بأن
عمليات إدارة المخاطر تمت
بفاعلية وكما هو مخطط
لها، وإبلاغ المجلس فورًا
إذا تبين أن مستوى
المخاطر لا يزال مرتفعًا
وغير مقبول.
الخلاصة:
من خلال هذه المراحل الست، يتضح أن المراجعة الداخلية ليست وظيفة تقليدية ترصد الأخطاء فقط، بل هي شريك استراتيجي للإدارة العليا في بناء ثقافة مؤسسية قائمة على الوعي بالمخاطر والقدرة على التعامل معها بمرونة وكفاءة. باعتماد هذا النهج المنظم، يمكن لأي بنك أو مؤسسة مالية تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية بثقة واطمئنان.